قبل فترة كنت عم بقرا بخفة الوجود التي لا تحتمل لميلان كونديرا وإذ به يثير نقاش فلسفي كامل عن مخرجات جسد الإنسان, ويذكرننا أننا نعيش فوق كومة هائلة من الكلمات التي سأشفرها.
أنا أكره حب الشباب, وبنفس الوقت أستلذ بفقعه, بل وأتخيله وأحلم به, لذه الانتقام من تلك السؤال الغليظة التي تنمو في نص صباحي, أنتقم من الجميع فيها. أشرد للحظة إذ بيدي تتسلل لكي تستفز واحدة من هذه الحبات, ولحظة النصر التي تموت فيها وتخرج بكامل قرفها. هي كذلك تذكرنا بمحتويات جسدنا في نصف صباحنا, ونكرهها, نخفيها, بل وهناك مساحيق “سرية ” تستهدف بشكل حصري إخفاءها.
لا أتكلم عن القرف عادة, بل وأستهبل بشكل لا واعي عندما أسئل عنها, مع أن أرائي تلحقني وتبين نفسها في نص صباحي, لعلي ربيت هكذا, لكني لا أدعو إلى الاكثار عن الحديث عن القرف, فهذا سيكون رد فعل عكسي لكبته يؤدي الى تكبير الموضوع. لكني أدعو إلى أن نكون صريحين مع ذواتنا وغيرنا, لنتأمل بالمجاري يا أخي, بل ولنذهب عنها صفة القرف, فدتول أكثر سمية لأجسادنا وبيئتنا. لنظهر حبوبنا لكن قبل ذلك لنجعل الحبوب جزءاً من الجماليات, كالفنان الذي يبحث في “العيوب” ويشلحها في لوحتاه.
الأهم من ذلك هو قدر الإنكار الذي أعيش مع ذاتي عن ذاتي, وقدر المساحيق التي تخفي أرائي عن خلق الله, وأنا لا أريد إزالة المساحيق لإن ذلك مجرد ردة فعل مبالغ بها, لكن على الأقل أن أقر لنفسي بمدى عدم طيقاني لهم, وطيقاني لهم, كما على أن أقر بالعديد من الأشا غيرها. كفو عن النكران. وكم أخاف من تصور مدى هذا القرف.