انزل

مرحباً كيفك؟
منيحة انت؟
منيح
زهقان شو عاملة؟
تلعبي لعبة الأسئلة؟
بتحبيني؟ مصاحبة؟ عمرك صاحبتي؟ ايش بتحبي بالشب ….

هذه هي مقدمات الحوار ما بين الجنسين على شبكات التواصل الانفعالية، كان لابد من يتم تقديم هذه المواقع لمنطقتنا مرفقاً بكتيب تعامل و تحليل. لا يمنع الأهل أبناءهم عنها فالحرية هي عنوان القرن، و مع ذلك لا تنفك القصة الفيسبوكية عن سرد نفسها عند اكتشاف الأهل للinbox الخاص ببنتهم.
كمن يوظف طفلاً في موقع اداري، استقدمت مجتمعاتنا التكنولوجيا قبل ان تستقبل التقدم المجتمعي، فامتلأت صفحات التواصل الاجتماعي بإهانات متتالية للإنسانية نظرا لان التطور البشري شلفق صفحة اثناء السرد. شو رقمك؟ عندك وتس اب؟

تخيلت اليوم ماذا لو عقدت محاضرات للاناث و الذكور في المدارس عن اسلوب التعامل مع مواقع الاتصال. حبيبتي ليس كل من ينطق احبك اميرٌ من الافلام التركية، حبيبتي ما تسمحي لحد يحكي معك هيك، اذا ما تدايقي هلا بتدايقي بعدين. و انت أيها المستفيع الذي يريد القبض على كل بنات عمان في قبضة واحدة و هو ما زال يلعب كرة بالحارة، ولا الشحط الطويل هداك اللي بحكي مع بنات سادس و ثامن، وين ضميرك يا ابني؟

قصص تُبْنى و تكبر..

يكمل لاحقا

لعل الزمن يسري اليوم

لعل الزمن يسري اليوم
لعل الوقت يجري مبتعداً عني
امسح سذاجة الطفولة عن خدي
و اشطف العفن المجتمعي عن جدران عقلي
و اغلق عيناي الى ان أنسى ألوان القرن والواحد و العشرين التي عمت نظري
امسح صمغ الاخرين من أذني بالقطنة
التزم الصمت حتى احكم لساني
ارسم العلم في عقلي الى ان أنسى عبارة نايك
فقط افعلها
يا دنيا فَرغتْ منكِِ الانسانيةُ
اعتقيني من أكاذيب العصر
حرري عقلي من صدى اكاذيبك
دعِ عقلي يعود الى يومٍ صرخت
صرختُ فيه
بعد ان نزعوني من رحم أمي

رطوبة التربة

‘لان الليل ينوي الإقامة فينا طويلا’

اللون احمر برتقالي في الخلفية
تقف هي و حولها شراشف ملتفة
يلتهمها النار
تبحث من موضع لقدمها إذ بها تغرس بقدمها في تراب رطب
يعجبها الملمس إذ تضم الاحساس بجسدها كله
تنتقل رطوبة التربة بين اوعيتها الدموية و كان احتكاك الحبيبات في اوعيتها الدموية يورد حرارة
رائحة رطوبة التربة تملئ الهواء و تتناثر حبيبات الطين بين الهب النار
تهب رياح إذ بشعرها الكثيف يجاري مسار الرياح

أصوات تملئ الفراغ حولها
هل صوت الغناء ذاك من أمامها
لا من جانبها
تلتف
و صوت الصراخ؟ و صوت قرع الطبول؟ صوت قسيس يرتل؟ صوت حفيف ثعبان؟
تلتف فلا تسند صوت لمكان.
تنهش الأصوات وجودها

عزمتُ على ان أهجرَ سريري
الم اقلْ لكَ ذلك؟
كاّنَ جسدي قد تَقرَب من الجاذبيةِ
حبيبان هم حتى مطلع الفجرْ
اتذوقُ لسعات المعادن في التراب
تثبتني
تقيدُ جسدي بالأسطح
افتحُ عيناي فلا اقوى على النهوض
تنمو جذور الارضِ لتطوقَ عنقي
هاهي رطوبة التربة تناديني
استشق
فرائحتها تواسي قلبي
امشي و قيود الجاذبية تحوطني
صوت قيودها هو وقع خطوتي
كادحب نوتردام انا بين البشر
كلٌ ينمو باتجاه السماء
وانا مقيدة نحو الارض

تعلمنا بمشاهدة اجدادنا ان ننظر الى الارض
فهذا من سيم التواضع
هذا ما قالوا
فلاقينا الدنيا براس منحني