لما تطلع لورا

بتتأمل وبكل صدق إنك ما تخبص، إنك ما توقعش بهل مواقف الهبلة. بتتأمل إنك تكون عارف حالك، 

أحيانا سهل الواحد يشك بكل شي حوليه، ومع إنّو الذات بتنكر وبتدعي الاستقلال التام احنا زينا زي اقتصاد دول العالم التالت مستعمرين بس بدون اللقب. لكن بالاخر المسؤولية فردية، انت عملت هيك حتى لو أثر غيرك عليك، في نظرية الحق بقدر كتير أشكك بهل فكرة، زي ما بشكك بكل شي تاني. انت اللي اخترت. بس كمان زي كل شي تاني المسؤولية دائما مشتركة، وبتكون أهبل لو فكرت إنها شي ثابت. 

مش كل المواقف إلها حكمة، هي جزء من قصة، ولعلها بتقول يا حبيبتي اعرفي وين رجليكي. لازم لو وين ما رحتي تقدري تشوفي رجليكي، هاي هي نصيحة مشرفتي. وبالاخر ممكن ممكن بس القصة تكون وصلتك بر أمان جميل. 

هاد الصيف انا ما شفت رجلي، انا عمت بالبحر ونسيت ذاتي، بالأحرى لحقت ورا غيري، عملت مواقف عديدة تصنف بالسيئة على مقاييس الأخلاق. ناهيك عن إني ما اشتغلت، نسيت اللي بحبوني. نسيت أساير، ما كنت موجودة بلحظات مهمة، ما قدرت لحظات كان لازم اتمخمخ عليها، ما بذلت جهد لأحب، توترت وضعت، حملت مسؤوليات وهمية، ضغطت ع غيري، صرخت، بكيت، اختفيت، سافرت، كنت أنانية بشكل هائل، كذبت، ولسا كنت بحاول احمي غيري، يمكن بس بالعالم ما حد عاد يتحمل حد، وفلتت معي، هو كان عالم زهري لازم ثقبه؟ ولا كان لازم اعرف اتعامل معه بعد ما بعدت عنه.الانفصال صار وانا ما لاحظت، فكرت راح اقدر ارجع اندمج، بس الحق اني انفصلت، نسيت إنّو قصتي مستقلة ومنها باخد قوتي. 

كنت بفكر بالموضوع على اني عّم بنطلق، وانا أصلا مو مرتاحة، ما أنا مضغوطة ونفسي مشبوك، ما أنا ضايعة وبدئ أختفي، ميت صوت بعقلي، وكلهم بنكبو بالفراغ. بالمقابل اكتشفت عالم جديد من الأشياء، كانت مرحلة فوكودية او نيهلية او مراهقة متأخرة، قلت هيني عّم بتعامل مع الحياة عوضا عن المؤسسة. الحماقات أمر لابد منه، البعض بعرف يخبيها والبعض الأخر بنشرها، وقد تكون مادة مناسبة للنميمة. 

الفكرة ومافيها إني بعتذر، بعتذر عاللحظات اللي ما كنت فيها وعالحماقة المفرطة، قصة غريبة، قصة بتضحك، وقصة فيها أسئلة كتير، وما حد بعرف كيف هاي القصة قصتي، بس حكياتنا خلافا عن الروايات، ما فيها تسلسل واضح، عقوبة بلقيس الكركي الله روائي سيء. 

الخامس من تشرين الأول ومفاتيح المؤسسة

في أيام زي اليوم بتستحق إنّو ما ننساها، ونطلع عليها ونبتسم، في لحظات بنتزكر فيها نقعد ونركن لحالنا، كلحظات الشاي والمعمول، كلحظات التقوقع بحضنك، وفي لحظات بتسرح فيها عن الكتاب بتطلع لقدام وبتشوف زلمة طويل جدا كمان بقرء بالمترو، بتلاحظ حالة التعب العامة، وبترفع رأسك وبتفكر بيومك، وبتلاحظ انك لو كان عندك جانب ديني أو حتى لو عّم بتمر بحالة من استكشاف تكذيب التاريخ زيي، هي لحظة لا تستحمل الا انت يتم تعبئتها بكلمة الحمد الله. 

بصحى عرسالة دافئة، وموسيقى حماسية بالمترو، مشية متكبرة، بخلص الإجراءات المملة وللحظة بكتشف انو صار عندي كل مفاتيح المؤسسة، برجع المكتبة وبلاحظ انو عندي بشر أتضحك معهم، ببعتلك رسالة حبيبي تأضحلك من قلبي، حوليي بشر تعبانة زيي وما بحتاج ابذل جهد تأحبهم، وجبة رخيصة، أناناس ونقاش مطول عن زرع البندورة، والتدخين بالعالم الثالث. 

في نقاش مهم بمركز بحثي مهم بيروقراطي عن الثورة عن تعريفها وحدودها، اللي بالوطن العربي ثورة؟ لازم بالثورة دم؟ طب الحرب الأهلية ثورة؟ الحرب الثقافية؟ لما عرفنا الثورة وصرنا نتخيلها بمفاهيم فرنسية هل هذا فتح مجال انو تكون الثورة كما نعرفها اداة فقط للطبقة البرجوازية المثقفة؟ ناخد إطار العمل الثوري الفرنسي ولا نكبه؟ السياسة وراء تعريف الثورة اللي حتخلينا نتعاطف مع الصراع؟ ثورة بتتعلم من ثورة تانية؟ هي اشي طويل ولا قصير؟ نرجع ناقش بونبارت كمان مرة، بأزيائهم الباريسية ونظراتهم المدورة، بجاكياتات الشموا بناقشو الثورة، ما بنكر انهم مفكرين كتير بالموضوع من ناحية ابيستوملوجية. ويمكن انا كمان زييهم، بس في جمال مخيف لما تقعد بالغرفة وتذكرهم انو عالمهم عنيف وانو الكلمات مفاهيم عائمة، وانو العالم أكبر من نقاشهم، وانو نقاشهم ناسي انو الثورات الحديثة مش بدارهم وإحساسهم الثورجية اغلب الأحوال تفريغ طاقات (بعيدا عن التعميم)، نقاشكم مش بريء والجميل اني فهمت و بحكي لغتكم وبقوللكم الشرق هنا. دورنا نكتب عن الثورة. 

لحقها اجتماع مع أستاذ قدرني جدا، ابتسم ووثق فيي، رحب فيي بعالم البحث، وثم نقاش في صفه الذي أتقنت مهارته، حبيبي بدويرة ع الشاشة مع غيتاره، بناديني حبيبتي، من ع الشاشة وجنبه فوكو. 

بأخر اليوم ممكن أقول اني ثنيت المؤسسة او يمكن بس عرفت أتعامل معها، وهاي فرحة، عَل أقل حاولت. أو لعلي صرت جزء من المؤسسة مافي حل بس في لذة بالسؤال اللي طعمه بلسع. 

بالمختصر كان يومي جميل. عملنا اللي علينا والباقي ع ربنا. 

مرسال لحبيبي في الدوتي فريي

حبيبي المصون والمكنون القابع في طائرة فارغة من مطار فيو تخوت لقارة كتير بعيدة

أول يوم من شهر عشرة، بعد ما مر شهر تسعة، ما راح أوصفلك ياه بس راح أرقص حولين سعادته

فيلاديلفيا هو احد الاسماء القديمة لعمان، فلو كنت مسافر ب”بورتال غن” كان احتمال تخربط وتوصل عمان، ولعل عمان كانت حتكون اقرب لريحة الشام، لكن ولسخرية الأسماء ممكن لسا البورتال غن يشتغل بالنيات ومايكون حرفي مثل القانون ومن حالو يعرف انك رايح لأقرب شي لبلاد الشام، ريحة شال الأم، عن طريق شي فيلادلفيا بعيدة. ليك هون السؤال المهم صراحة، احنا بنرتاح بوطن مع انو تعريف الوطن منا، والسعادة بهالاسم منا بعقلنا اللي بننسى قديش هو واسع، عقلي اللي شفت ألوانه وانت معي، بننسى انو احنا اغلب الاوقات مو عارفين هل وطن الجغرافي اللي بنتمنى يخربط فينا البورتال غن ونوصله، عرفت انو بالعصر الأموي كانت بلاد الشام مسيحية وكل مخطوطاتنا باليوناني،واحنا مفكرين انو كنا عقر العصر الأموي العربي الاسلامي، مع انو بني أمية هي قبيلة تفاوضت مع البيزنطين لحكم المنطقة، وانو الفتوحات ما صارت، انو كل اشي بنعرفه عن الهوية بتحرك بشكل دائم وبرجع بصنع حاله، الهوية طينة بنعمل منها تماثيل والزمن مي بتدوب هل الطين وبتغير شكله، انو احنا حكينا لغات سامية ويونانية وبشويش لتقبلنا العربي، وكلماته اللي تعبدت فيها لهواك، وانو قبة الصخرة دليل وثني، وانو طقوس عاشوراء اصلها فارسي، ومن بمخطوطات صنعاء عرفنا انو القرآن ما كان دايما نفس الشي، السؤال بنلاقي بسؤال أكبر، ممكن عمرنا نوصل الحقيقة، وبالأحرى الحقيقة عن شو هيي هل هوية وشو هو هل وطن اللي بنشهق بس نسمع اسمه، وبالأحرى كمان قديش مخطوطة صغيرة بتهز كتاب تاريخ الصف السابع الأساسي، وبالأحرى كمان حاجتنا المخيفة تنلاقي هل هوية ونحط جزء كبير من شخصيتنا فيها، وسعادتنا بس نشارك سوا طقوس السيران والضحك عصوت القبقاب. ممكن تكون هويتنا الخاصة رد فعل للهوية العالمية الغربية، ونكون بس عم نعمل رد فعل، ولا ليكون لاكلاو حكى صح وانو لازم يكون في حوار بين الهوية الخاصة والهوية العالمية، بس اللي بننساه انو بالوطن الروحي في ثورة عل الحداثة الرتيبة في محتوى نفسي مشترك، في افكار بالاباطن حفرناها من برة وعرفناها، وانو بأهل بلادي وبحجارات بيوتهم بنعيش روح الجماعة بدل روح الفرد بنتقبل انو عنا وعي جمعي وبنضل نزيد عليه، اشتراك الهوية، تدحيش الناس في نفس البقعة الجغرافية بعني انو دائرتي المغناطيسية حتخبط بدويراتكم، الدفاع عن الهوية هو الدفاع عن الوعي الجمعي لأهل الحارة، والمشكلة بالدولة انها اخدت هل فكرة ووسعتها وطلبت منا نعمل وعي جمعي بمساحة جغرافية واسعة كتير وبالاخر دخلت السلطة تتقول شو هو الوعي الجمعي فبطلنا احنا الفاعل في الجملة وصرنا المفعول به وحتى صوت القبقاب سيسوه.
ويمكن بس يمكن انو التفرقة بعيدا عن الدولة بفيلادفيا التانية تسمحلنا نرجع نحس ببعض، نرجع للحارة بعيد عن شو الدولة بتقوللنا عن هوية هل حارة، يمكن هل التفرقة جزء من الثورة، ومش عشان كل حارة الها الوعي الجمعي تاعها يعني فصل الحارات وانما في حوار، في وعي جمعي لسا اكبر، في تنقل وفي رفض، بس احيانا على مستوى اصغر ممكن نقدر لسا نتبع ع صراع القوى ونورجي مدى تفاهته.
حبيبي المسافر، الكرسي اللي معمول لانسان واحد، والتخت اللي معمول لانسان واحد، هون الكفر، هون الشر اللي بنسى الصراع، هون الفصل البشري اللي بلشه سميث بالمصانع. حبيبي المسافر، تلفوني اللي صار مزروع بدماغي، ما بغنيني عن هالتك، تلفوني زي سيجارة الحشيش، تخدير لنقص بشري حاد، نقص هواء زي اليوم الصبح، كف عن الاحساس بالأخر، نقص عنف، نقص ركض، حالة من الخنق سمحتلنا نتقبل انو ما نحس بالواقع الا من خلال تأكيد الغير.
ما ححل أي من هل أسئلة، لا سؤال الهوية ولا سؤال الوطن، ولا سؤال الحقيقة أو حتى سؤال كيف راح اخلص الشغل اللي علي، بس حأستسلم لرومانسية اعادة بناء الوطن، وتجميع الذاكرة، وراح ألون دراسات ما بعد الحرب باللون الأبيض، الوطن ببلش بروح جمعية، ببلش بتصادم هالات مغناطيسية، ببلش ببشر وبشجرة، ضو الشمس بشعرك وشجرة الجنينة ، بصرخة نداء لله، ببلش بحضن طويل بمطار ميشيغن، وببلش بتقوقع جميل ع نهر السين، لو شلنا كل هل الأسماء الغريبة، بنتزكر انو مافي شي الو تعريف ثابت، والتاريخ كالذاكرة فقد صفته الأنية ك”حقيقة”. بتالي فينا نقول انو اقرب شي للحقيقة هو هلا، وهلا هوأسئلة كتير، يوفوريا متسارعة، ونبضة قلب طويلة بس شوف ضحتك.
حب من القارة العتيقة، لحارتك الصغيرة وللسوبر هيرو أنكل

درتكم المصونة والمكنونة المشتعلقة بك

ايم أر أي

قبل شي أسبوع حضرت فيديو عن الفصل ما بين الجزئين اليمين والشمال، كيف لو فصلنا بنسو بعض، بعدها جاني صداع وحسينة باليسار، وبعدها جاني ألوان، وصلتهم وفصلت، مريت عبر عدة معادلات لكيف ممكن يطّلع الإخراج، لو مسحنا جنب من الأسلوب ما بنرتاح، لا لأنو حنتوجع من الذنب الخارجي لو صار، ذاكرة بنحسها ما بنشوفها ذراتها شبه كاسبر بتمر وبتتوزع بالدماغ صورة وحدة بس ومعها الريحة والشعور، كيف ما بتقدر نتحكم لكيماويات الدماغ غير ما يكون حد حاول، يَصْب كتير فيرمونات وفقا للمنطق، ويس بدو يوقف يتخذ قرار عقلاني بتوقف هل هرمونات متل كوندكتور المصنع، بس اه مشاعرو عن القصة كلها؟ كالعادة الدماغ وطبقاته بتحس عارض بروجيكتر عتيق بوريني الصورة وبعدين بحرقها والعوض ع الله. 

أتوقع نظري فيو شي، ما بشوف السما بشوف خطوط حوليها، دائماً، يمكن عادي بس ليش ما بنحكي عنهم مازال هيك؟ 

بنتضحك بس ناخد الصورة بالدماغ، بنلقط الصورة وبعدين بتحطها بنظام تعريف الصورة بالإحساس، يعني كل هاد ونحن مش قادرين نتحكم بهل احساس، ما احنا بنتحكم بس الريموت بعكس عَل ماري من بيت الجيران، الطابق عجقة. 

صورة: الست بتحركش اولا بستخدمها وبعمل منها مجرد شيء ديكور وجزء من سورة بعقلي انا استخدمت جلستها تاخد صورة بتعطيني احساس انو هل مشهد بشبه شي بهاري بوتر بعد ما جعل من المترو او التويب ع قولته صاحب سحر،، بتالي عقلي الاباطن بدو صورة شبه هاري بوتر تعطيني إحساسي قشرة بدن وكذا. 

بالتالي المشكلة تكمن بمتى أصلا ارتبط كل احساس بكل صورة، ولازم نرجع نتأكد من صحة كل إشي وزي كل قضية فيها حق لمظلوم بالقانون المعولم، مافيش أدلة كافية لإدانة الروابط المزروعة. بتالي وكل عادة، بنضحك وبنقول تزكري ما تتوتريش عَل فكرة الجاي

 أخر دقيقتين من الفلم

دخلت القاعة متأنقة، ومتأكدة أنني قد تخطيت كافة المشاكل الاجتماعية بتاعت الطفولة، هلا بلاقيقلي شوية أشخاص وياخد الكورس التحضيري، وكُلُوا يبقى تمام. حسّيت حالي لوهلة في حلقة غوسيب غيرل، فستاين الساعة سبعة الصبح فين، وكلهم عّم بحكو سوا، متى تعرفو ع بعض، أول يوم ماجستير كان كأول يوم مدرسة، نفس المشاعر والله بعرفها. الأحلى من هاد كلو انهم قرروا يعطوني أزمة قلبية ويحكو بس بالفرنسي، آنذاك كنت بمستوى ‘مكتشف’. تعرفت ع بشر ما طقتهم بالأخر وكالعادة تمتمت لنفسي، كل شي تمام. 
بس رجعت عَل بيت ما قدرت، بكيت، كنت عارفة اني بالمحل الغلط وإني ما بقدر أروح. 
فاست فورود سنة، نفس التاريخ، ٢٤/٨، طلعت من الباص عشان اشوف الشروق مع كاسة شاي وانا عالحشيش (لاحظتو العامل الرومانسي الطاغي؟) وخبطت فيي أني مرتاحة، وإني خايفة ع السنة تيجي من جمالها، زي ما بتخبط الحقيقة البطل بنهاية الفلم، عثرت على قردين وحارس يلموني ويحبوني، والمنهج العلمي تحسن بشكل هائل عن هراءات السنة الماضية، وراح أتوفى وانا بكتب الرسالة بس ربنا الله انها حتكون طفلي مش طفل غيري، ومخوتة بطابع نيتشي متل محسوبتك. ذلك لا يعني اني بطلت الانسان المتوتر اللي راح يرجع عَل باص قبل بربع ساعة لأنو صارلو خمس دقائق بتخيل سيناريوهات لو راح الباص وعلق بمحطة توتال بنص غابة، بس خلافا عن العام الماضي مش حأفعفط لحالي، في مرات الواحد بحس حالو بالمكان الصحيح عَل خارطة الزمنية، تتنفس لحظة النفس يدخل لجوة .. يوفوريا. 
كدعايات الشكر والتقدير بأخر الحلقة، بختم هل سردة الشخصية بإشي زي ‘الحمد الله’.

شبكة الانترنت الاقليمية

يشاهد كافة مواطنين الاتحاد الاروبي برنامج سياسي ساخر لم يسمع عنه أحد في افريقيا، 

بحكم العادة لم نتسأل يوما لماذا كانت محطات التلفزيون اختراع إقليمي، بنلقط في الدار نايل سالت وعرب سات بس بالفنادق بعرفو يوصلو الساتات التي ليست لنا، كان التلفزيون إقليمي كل منطقة تتابع ذات البرامج، مما عزز ذات المفاهيم الثقافية في كل منطقة اقليمية تتشارك ذات الأقمار الصناعية، فأصبحت سبايس توون جزء مهم من الوعي الجمعي العربي لجيل التسعينات. حتى الأفلام الأجنبية كانت تصبح ذات طابع إقليمي بحكم انو كلنا عارفين شو كأنو ام بي سي بعرضو. فيها قومية وفيها منع، فيها منع علمي، المحتوى المتقدم بنعرض للشعوب المتقدمة وبنفس الوقت الشعوب المربوطة بالفضاء كانت عّم تتلاقى بالأرض كمان. 

سؤال هو إِيش لو كانت الانترنت هيك، إِيش لو كنت بس ادخل الشبكة الأوربية بأروبا، والمواطن العربي مالهوش غير المدونات اللي عنا، والابحاث العلمية اللي عنا، كان ما يوصلنا من الشبكات الإقليمية الاخرى الا ما تم انتقاءه تماما متل الام بي سي. هل كان راح يكون نفس الشي؟دخلك إِيش لو في عالم موازي هيك صار فيه؟ هل كنّا حنهاجر اكتر؟ لعل وعسى كان الفجوات صارت كبيرة لدرجة انو وصلنا لمستوى التخيلات الوحشية لاتش جي ويلز. 

مذكرات شخص عظيم سابقا

والله يا زلمة بنتك عظيمة، يعني أزا هيك ع ال١٦ شو بتصير لبعدين، اشي عظيم أكيد.  

كان الهدف هو تغذية عقلي الاباطن بدفعة من الثقة بالنفس حتى اجمع أسماء على قائمة إنجازاتي، حتكوني عظيمة والله، بس عظيمة كشو؟ كعامل في الوطن؟ كناشط سياسي؟ كمفكر ومحلل سياسي؟ شكلك راح تطلعي اصغر وزيرة في الاْردن. 

مش عارفة مين فهمنا انو تشجيع الأطفال على تحقيق الأهداف المؤسسية عن طريق تغذية الأنا والتكبر هو اشي نبيل، احكيلهم شوي بلكي زقفولك، وبتنزلي مادة رأس المالية الحديث ١٠١ أ+، صحيح الثقة بالنفس بتضرش، ولا اني اعرف امشي مع موج المؤسسة قبل ما هي تجرفني بضر. بس زريعات البرندة كمان إنجاز عظيم، 

احيانا بفكر إِيش لو اني كنت اكثر حكمة ووصلت الامم المتحدة، بس انا كالمفصوم أصلا ما سمحت حالي أوقع بالإغراء، رحت بالفضيلة وبكل عفوية للطريق الأسخم، لأَنِّي مناوئ أتعبت بالأنا، وانا عارفة اني مخلوق متعجرف، فنطيت بماء بحر الكلكعة بسرعة، ربنا الله حتى قبل ما اسمي بالله. 

بس الحياة مش سباق، وحتى لو كان سباق انت حتفدي عمرك مشان صفحة ويكيبيديا، اعظم البشر عمرناش سمعنا فيهم، لأنو العظيم أصلا حيقرف من الكاريسما، وحيكون عارف عبثية الموقف، هو غريب سارتر المشحر، وهو المدعوس عليه بعجل الميكروباص. فيا صاحب بابا، أطلع من راسي، المهم اني بشرنقتي، المهم اني ما اسمح لغيري يكتب السيناريو تاعي، انا ماشية بالحياة كروسنغ لعلى وعسى تعدي على خير، وأما العظمة فاتركها للألهة، أو حد بأمن بالواقع.  انا راح أكون هون بشرب ميرندا في حمام مغربي وبتغزل بنيتشه بالحلم.

النكترين بحوض الخبيزة

في ظل حالة من النشاط القلبي الغير معتاد، أحاول تثبيت الكرسي والجلوس امام المكتب لإعادة تشكيل القسم اللغوي في عقلي، اقضي عشرة دقائق بين الأخبار الاجتماعية ابحث عن اي شيء يطفئ قلبي، او اي كاروسين لاشعال ناره، بحث عبيط، ما بزبط هيك، قلبي كالحالة الجوية، ملبط، اغرق في شوربتي، أغسل يداي وانا افرش أسناني لان الصابونة برائحة الليمون، أتناول الفاكهة، ازرع بذور النكترين في حوض الخبيزة، لعل زرع كل البذور هو الحل؟ حل شو ما بدري، اشرب الشاي، اشعر بالذنب، القليل من جلد الذات، القليل من الخوف، الندم ربما؟ غضب؟!هي مواضيع مختلفة أتنقل بينها كصفحات مجلة سيدتي. 

في ظل هذا العطب الواضح سيدتي سادتي، قررت قطتي التمركز فوق أوراق الفرنسي، والبدء بروتين السيلف هايجين، في اعادة الخلق الامنتهية أكيد كنت اخر مرة قطة. 

ما بين بين

هناك من قال، ليس السؤال حول ما اذا كان الله موجود أم لا، بل السؤال هو حول أيهما أكثر اطمئنانا من أمن به أم من لم يؤمن. هناك خط رفيع يفصل ما بين عالم أرتود وعالم أليس، هل حقا نحن مخيرون؟ أم نجبر على الوقوع في احداهما، كل ما اعلمه هو انني أشك باختباري لمصارين الحياة لكي أعد من قوم أرتود، أو استمتاعي بعالم أليس، أنا كل عادة ما بين بين، وسمعت ذلك اليوم من قال أن روبرت فروس بقى ما بين بين أيضا.